Sunday, April 27, 2014

اوقفوا العنصرية

بادئ ذي بدء علينا ان نقر واقع ان حياتنا في مصر اضحت سلسلة لا تنتهي من الازمات ، مع غياب تام لاي اسلوب استباق ازمات او تعاطي و ادارة للازمة . اقضي يومي في  تصفح لاحوال ازمة المرور و تفاقم ازمة ارتفاع الاسعار و ازمة البيئة و ازمة الطاقة ...وعند ازمة الطاقة لنا وقفة. اثارت ازمة الطاقة جدلا عنيفا بين مؤيد و معارض لحلول بديلة للطاقة مثل الفحم و انتشر وسم #اوقفوا_الفحم ، معبرا عن قطاعات تدرك ثمن الفرصة الضائعة و ان كل قرار له تبعات يصعب علينا التنصل منها ، لمعلومات اكثر ، اضغط هنا . و في خلال متابعتي لازمة الفحم، لخطر ببالي تكلفة الفحم مقارنة بالبدائل الاخري ، اضرار الفحم ، توفره في البيئة المصرية من عدمه. اسئلة تدور في دائرة التكلفة و تبعات استخدامه و لم تخطر بمخيلتي اطلاقا ان نارا اخري يمكن ان يشعلها الفحم ... الا و هي نيران العنصرية المقيتة 

خرجت علينا الرسامة فاطمة حسن في كاريكاتيرها موضحا زوج يتمتم مستاءا و غاضبا من " شوال الفحم"  كناية عن زوجته السوداء. تلك السوداء شوال الفحم !!!! اي رسالة توصلها للمتلقي فاطمة حسن؟؟ تحقير لون من الوان البشر؟؟ عنصرية ضد فئة من فئات المجتمع المصري؟؟ نشر صور نمطية عن الجمال؟؟ خطاب كراهية ضد مواطنين؟؟ازدراء لخلق الله؟؟ هل تشجع علي حرق 
شوال الفحم البشري الاسود ؟؟!! اسئلة لا يجيب عليها الا عقل كل متلقي علي حدة طبقا لمستوي تسامحه مع الاخر 



اعييتني الحيل و لم اجد بد من ان اصرخ غاضبة اوقفوا العنصرية. علينا اذا اردنا الا نقع في مستنقعات اعمق من الكراهية و اللانسانية.
 اذا اردنا النجاة من مرض عضال يسكن جسد وطننا ، علينا ان نعترف به . التمييز المنهجي ضد فئة ما بسبب اللون او الجنس او العرق او الدين او المعتقد او المنشأ الجغرافي عنصرية. العنصرية تبدأ حين يتحلق الصغار حولي في الشارع صارخين : " يا شيكابالا ..يا شوكلاتة ...يا كوراشي ...يا عثمانة ...يا برابرة" انتهاءا بمنع بقرار من الدولة بمنع حق مواطن ما بسبب لونه او عرقه 

الافراد تمارس العنصرية و المؤسسات الغير الحكومية مثل الشركات تمارس عنصرية و الحكومة بهيئاتها المتعددة تمارس عنصرية و الاعلام يمارس عنصرية. اذا كان البعض يدعي ترويج امثال شعبية تحقيرية مثل :" حبيبك اللي تحبه و لو كان عبد نوبي" او حين تنشر جريدة :" مطلوب سائق نوبي امين" فعلا غير عنصري، فتلك ازمة وعي تجتاج الي التصحيح. 

علينا ان نعي ان كل سياق يخلق عنصريته ، العنصرية ليست الابارتهيد و العنصرية ليست نضال الافارقة الامريكيين لنيل حقوقهم المدنية الذي لم ينتهي بعد. العنصرية في مصر موجود في كل فيلم يسخر من كل ذي بشرة سوداء علي انه اقل تعليما او اقل رقيا او اكثر عنفا او اكثر قبحا او افقر او يمتهن مهنا "حقيرة" _و كأن اي عمل شريف حقير!!!!!_ او مثار للفكاهة و الضحك

عانينا و نعاني و سنعاني من نير العنصرية في مصر و اكثر ما يؤذي استساغة الاخرين لها، كيف لادمي ان يعتبر العنصرية "قلة ذوق" او "جلياطة " او "جهل" او " حساسية زيادة مني " او "قلة ادب" . يا سادة العنصرية جريمة و نشر لخطابات كراهية و حث علي 
التمييز و التمييز مجرم في القانون المصري و تمت دسترته في دستور 2014 و تنص المادة 53 علي التالي 


المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والحريات والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الدين، أو 
العقيدة، أو الجنس، أو الأصل، أو العرق، أو اللون، أو اللغة، أو الإعاقة، أو المستوى الاجتماعى، أو الانتماء ...


التمييز فعل  مجرم قانونا  و ما صدر عن الرسامة فاطمة حسن يقع تحت طائلة  القانون و هو خرق للقانون الوطني و عليه و هي كفرد ذات اهلية تحاسب علي ما يصدر منها من افعال و الاعتذار لا يعفيها من تحمل تبعات ما صدر منها. و استكمالا لدائرة الغضب التي لا تنتهي حين استشعرت الرسامة ردة الفعل الغاضبة التي نتجت عن رسمها الفج، حذفت الرسم من صفحتها علي الفيس بوك و كأن ذلك يمحي اثر ما احدثته من ضرر. 
و نشرت الاعتذار التالي 
قائلة : 
أنا بعتذر ياجماعة عن كاريكاتير الفحم اللى رسمتة .. الموضوع مش عنصرية ولا حاجة . طب ماأنا سمرة. وبعدين أنا لسة فى بداية الطريق مش فنانة كبيرة ولا حاجة وطبيعى أنى اغلط وتصلحولى غلطى من غير تجريح. وبعدين أنا أبسط من كل الكلام الكبير اللى اتقال عليا. أنا صعيدية وجادعة وبحب السمر وكل عيلتى سمرا. وكان مجرد كاريكاتير من حيث المرح والفكاهة. لكن عندكو إ حق. أنا بجد أسفة وشكرا لكل من حاول يوجهنى ويعرفنى غلطى وهحاول اكون عند حسن ظنكم. فاطمة حسن
قالت " مش عنصرية و لا حاجة " ..هذا جوهر العنصرية التحقير من فرد لصفة اصيلة فيه.... و استفاضت " طبيعي اغلط " ليس من الطبيعي الاساءة للاخرين، و ما قمته ليس خطأ بل نشر وو ترسيخ لصور مسئية ضد ذوي البشرة السوداء. ثم " كاريكاتير من حيث المرح و الفكاهة" اضحكي علي البشر و حقريهم و اسيئي لهم ، طالما افلت غيرك بفعلتهم . اي مزاح في المزاح علي لون او شكل او
 عرق . اي فكاهة في التقليل من شأن فئة ما
ليس لي حيلة الا حروفي ...ليس لي حيلة الا محاولة البحث عن طريق قانوني لمقاضاة الرسامة و من نشر رسمها ... اتمني ان ننجح في الوصول الي حكم يشكل سند قانوني و يثير حوار مجتمعي ، ينكأ هذا الجرح الذي يفيض بالقيح  

سئمت كل هذه الترهات ...سئمت التبرير للعنصريين ...سئمت التقليل من الضرر الذي يصيبني و يصيب غيري...سئمت من حواراتي مع صغار العائلة التي احاول اقنعهم انهم شديدي الحسن و ان كونهم ذوي بشرة سوداء لا يقلل من جمالهم ...سئمت العبارات السخيفة... سئمت الصمت علي امتهاني انا و غيري يوما بعد يوم ...سئمت عجزي و قلة حيلتي ...سئمت افلات  هولاء المجرمين بجريمتهم  ...سئمت كل شئ ... انه الالم الذي لا ينتهي ...تعرف علي   يومياتي كمصرية سوداء 
املأوا ارض كرها و حقدا و تحقيرا...انشدوا انكم شعبا متدين و تناسوا ان اختلاف الالوان و الالسنة اية من ايات الله في خلقه ...حقروا و اهينوا ...الكراهية تنتج كراهية .. دائرة السوء تبدأ باستساغة الاهانة و تدور  و علي الباغي تدور الدوائر 

الارض واحدة و الشجر الوان .. الاختلاف ثراء و ليس وصمة عار ..

تحديث 
رسم الفحم لفاطمة حسن ليس زلة او خطأ غير مقصود ، قام الصديق اسلام صالحين بمتاعبعة اعمالها و اكتشف انها دأبت علي الاشارة الي اللون الاسود او الداكن انه اقل شأنا و تستخدم كاسلوب فج في اثارة " المرح" كما تتوهم. هذه الرسوم تشير الي تجذر فكر عنصري لدي فاطمة حسن و يجب ان تحاسب علي خرقها المتكرر للقانون و لما احدثته من ضرر للكثير المواطنين





و قد استدركت جريدة الاخبار و لم تورد حتي اعتذار.طالع "الاستدراك"و نصه كالتالي

نشرت جريده اخبار الحوادث في العدد الماضى بتاريخ 24 / 4 /2014 كاريكاتير للزميله فاطمه حسن فى الصفحه رقم "7" عن ازمه الطاقه وكان هناك زوج يجلس بجوار زوجته ويفكر فى ازمه الطاقه و فى اطار الكوميديا الساخره كانت زوجته تجلس بجواره ولون بشرتها سمراء .. الا ان البعض قد تفهم الكاريكاتير بصوره خاطئه .. وتود " اخبار الحوادث" ان تنوه ان الكاريكاتير لا يمت باى شكل من الاشكال الى التعرض لاى من ابناء الوطن الواحد فى كل ربوع الوطن وان فن "الكاريكاتير" هو فن راقى لا يهدف الى الاساءة لآى من ابناء الوطن بكل ربوعه وننوه بان جريده "اخبار الحوادث" وكل العاملين بها يعشقون تراب الوطن وعلى راسهم اهل النوبه العريقه بوابه مصر الجنوبيه وتكن لهم كل الاحترام والتقدير مثلهم مثل اى مواطن يعيش على ارض وطننا الحبيب لذا لزم التنويه