Sunday, March 9, 2014

!!!!!يا نيل ... من غيرك يلم الناس

فناني مشروع النيل 


مش ها اعيد و ازيد في اللي كلنا فيه من اكتئاب و ترقب و قلق و زهق و قلة حيلة و هدة حيل و احساسيس سلبية كتير بتجتاح حياتنا 
بس برضه ربنا رحيم ، بيرزقنا باستراحات في الطريق نشحن فيها طاقة و سعادة و قدرة ، و نستعين بها علي مشوايرنا المكلكعة 

انا كنت محظوظة اني احضر حفلة مشروع النيل في القاهرة السنة دي .... الفكرة تتلخص في ان مصري مغترب حضر حفل اثيوبي
 في اقاصي غرب العالم في سان فرانسيسكو ...اخر خريطة الارض شمال ....و انه في مصر اللي هي جارة اثيوبيا لزم ، ما سمعش المزيكا دي ...دة غير انه الحمد لله ادرك ان الفن و الثقافة بيأثروا علي تعاطي الشعوب  و استيعابهم لبعض و بيشكل ديناميكيات علاقات  الشعوب و الحكومات فيما بعد ...و طبعا مش محتاجة اقول لكم علاقاتنا بافريقيا سيئة ازاي و ان ما لناش تواجد اقليمي تقريبا و ان عضويتنا اتجمدت  في الاتحاد الافريقي و اننا فقدنا كتير من التراكم اللي كنا حققناه في مرحلة الاستقلال ... و ان جهاز الخارجية المصري فشل فشل ذريع في الحفاظ علي موقع مصر في افريقيا ... و دة بيظهر في تجليات كتير من اول اننا ما حضرناش توقيع اتفاقيات السلام بين المتنازعين في السودان اللي هما جار حدودي و خط اول ...و ما بين ان دورنا راح لصالح اطراف اخري في القارة غير طبعا ان علاقات اسرائيل بقيت عظيمة مع الدول الافريقية ...مع اني مش باحب اداء الفزاعات ..... و طبعا يعني كفاية منظرنا ساعة اقتراح توسيع مجلس الامن و احنا مش لاقين حد يدعمنا غير فضيحة سد النهضة و علاقتنا المتردية باثيوبيا  و دة طبعا لاننا شايفين افريقيا كأس امم افريقيا و انهم سود و توصيفات يعف لساني عن ذكرها  

المهم ، الحفلة بقي ، انا رايحة و انا مقررة ادخل في فضائي المخملي و انبسط ...بس ليه يعني و ازاي ما ينفعش ، غير ان الحفلة ابتدت متأخر ، و غير ان مع تقديم الفنانين اول ما اتقال اسم عازف السمسمية المصري اللي من بورسعيد تعالت الاصوات ...بكل انواع السباب لانه من المدينة الملعونة اللي بتتجلد جلد جماعي عشان مجرمين و هما قلة منها قتلوا ابرياء في مذبحة بورسعيد ...بس ازاي ما نتعنصرش علي بعض و نصدر طاقات كراهية ...المهم نحاول نحافظ علي طاقتنا الايجابية... و نسكت حتي حين الكتابة  

الفنانة السودانية السارة 

شاء القدر ان كل اللي معايا يا نوبيين يا سودانيين و 3 بس كانوا مواطنين مصريين من مناطق اخري ......بس فعملنا منطقة سوداء محررة  ( شوية عنصرية مضادة من نفسي :)   ) و دة كان واضح جدا في تفاعلنا مع المزيكا ...بداية بالسارة ...اللي ابدعت و غنت قرب ليا و طبعا السارة مبهرة ازاي بتغني بقوة و شغف و بسلاسة شديدة و تحس انها مش بتبذل اي مجهود ... عجبني اوي لما ركزت علي جملة " اكسر سدك و اطلع عليه " طبعا لاني كائن مسيس فسرت دة ان دة اعتراض علي اقامة سدي كجبار و دال في السودان اللي ها يأدوا الي اغراق ما تبقي من النوبة التاريخية ، مغرقين الكثير من التراث الانساني المتمثل في اثار حضارة مروي في السودان ، احد مراحل الحضارة الكوشية
لا انكر اني قفشت علي السارة من العشم انها ما غنيتش حاجة بالرطان النوبي ...هي اصلا بتقول نوبة نوتو ... اللي تعتبر اهم نشيد  حب للنوبة  نتغني به  ... السارة بتقوله حلو اوي و برضه ما غنيتش معشوقتي واد النوبة  ..علي اي حال حفلة مجمعة و الفرص قليلة  
الفنانة الاثيوبية سليمانيش زيمينا صورة لايكيو تراي 

  بعد السارة كانت الفنانة الاثيوبية سليمانش زيمينا ...دي بقي عظمة ...عرض لوحدها ..من اول الفستان اللي عليه الصليب الاثيوبي الشهير ... لغاية رقصها مع الاغاني اللي هو مدهش و رقيق و فيه عنفوان لغاية صوتها اللي يغزو اذانك و تضطر تبتسم و تنبسط و تتطرب من اغانيها ... اللي بسطني اوي لاني تقريبا اتهبلت بتحليل المضمون السياسي للاغاني ..لما زغردت في اخر اغنيتها الاولي و قالت حبش حبش حبش ... انا تنحت طبعا ...ايه يا اخي العزة دي ...و مش خايفة مثلا في الظروف المتكهربة من البلدين ..و بعدين تفكيري الشرير سرح و قلت امتي حد يطلع علي مسرح مصري في حفلة كبيرة و يردد بثقة " نوبة مالي سلام "   يا نوبة لك كل السلام ... (و ما حدش يقول لي انفصال و هردبيز ...الناس مقطعة نفسها غني لاسكندرية و ما حدش قال لها انفصال ) و نردد وراه و لا وراها ...اهي احلام 

الفنان البورندي ستيفن سوجو ...يداعب الته ..صورة لايكو تراي 

و طبعا اللي اسرني و فتنني هو الفنان البورندي ستيفن سوجو ...يعني لطافة علي حضور علي رقة علي ود غير مفتعل علي تمكن من العزف عدة الات محلية جدا و يقف يشرح الات و اسمها و يصر انك تنطقها و تنطقها صح و يحفظك غنوته و ينبسط انك تردد معاه ...نقلنا كدة لفضاءات رحبة و مزيكا حلوة و شجية و لما شفته عن قرب في حلقة البرنامج مع بسام يوسف ...تعبيرات وشه و هو بيغني ..حتي و انا مش فاهمة اي حرف من اللي بيقوله تنقل لك طوفان مشاعر .بالنسبة لي هو المكسب من الحفلة دي ... لاني عارفة السارة من زمان .. ارجوندية برضه ..بت عمنا

الفنانة الكينية كسيفا مواتوا صورة لايكو تراي 

و العازفين طبعا حكاية لوحدهم و خصوصا كسيفا مواتوا ... دق البركاشين اللي ما تقدرش تتعامل معاه الا انك تطلق العنان لجسمك
يعبر عن انسجامه مع المزيكا ... و طبعا انا مجنونة اغطية رأس افريقية و هي عاملة احلي لفة كينية ..لاحلي عازفة بركاشن في الدنيا

الفنانة المصرية دينا الوديدي 

بعدين الوفد المصري دينا الوديدي و محمد محسن و احمد بحر ... مش عارفة لسبب او لاخر كانوا الاقل تأثيرا فيا ... مش عارفة اوقات كتير كنت حاسة ان في ازمة في الساوند سيستم ... او في اختيار الاغنية ... هي مصرية جدا و معبرة ... بس مش عارفة ...في حاجات مصرية فيها نزعة افريقية ...غالبا انا ما كنتش عاوزة اسمع شرقي ...و مستمتعة بواحتي السوداء... و تسائلت برضه ليها السارة و بحر ما غنوش نوبي ... سؤال وجودي

في طبعا منغصات بقي في سكة ...الكثير من العنصرية و الحركات المقرفة ...زي تقليد الهنود الحمر ... او اشارات بذيئة لستيفن و هو بيتودد بلطف للجمهور و بشرح لهم الاته و تصوير للحضور اللي بيرقصوا دون موقفتهم ...اللي هو عادي بيحصل ...بس المرة دي لما اتعرضت له حسيت اني " السودة اللي شبههم اللي بترقص معاهم ..." و طبقا قفشت فيهم و تعاملت مع الموقف


رغم اي حاجة و بعد كل حاجة ...حسيت بسعادة افتقدتها من عهود ...حسيت انه مكاني و ان في صلات كتير ربطاني بالناس دي و اسعد لحظاتي لما ستيفن ذكر اسم كل دولة في حوض النيل و قال سلام و لا اخفيكم سرا انه لم قال نوبة سلام ...نزلت علي قلبي بردا و سلاما ...في ناس لسة عارفة الحكاية

يا اخي من اللي اخترع الحدود و الكيانات السياسية و الجنسيات دة ...عايز يتلعن ليوم الدين

عنوان التدوينة مقتبس من اغنية السارة قرب ليا ... و  اغلب الصور بكاميرا ايكو تراي و حصلت عليها من صفحة مشروع النيل