Sunday, July 23, 2017

عن كوني خرساء لا اتحدث النوبية لغتي الام

اتولدت في القاهرة كجيل ثالث للتهجير . اتربيت في بيت عيلة نوبي و فضلت الاغاني النوبية ترن في وداني من نعومة اظفاري . مش بس الاغاني رطان ستي فاطمة اوش الله اللي كانت بتحكي لي حكايات انا و واخواتي و بنات خالي ، كانت بتبدأ الحكاية بالعربي و تسترسل بالنوبي .صحيح عمري ما فهمت مضمون حكايات بس صوتها العذب الحنون كان بيرسم بسمات في قلبي ، لسة فاكرة 
عمتي سيدة و هي بتناده علي احفادها و علينا بالنوبي و كنا بترد رغم اننا مش فاهمين ، غير اسامينا بس عمر ما حد فيهم كلف خاطره يعلمنا نوبي بالعكس هما كانوا بيتجهدوا يتعلم عربي و يكلمونا عربي  


لحن اللغة النوبية و جرسها فضل في وداني الي الان و ها يفضل يرن في وداني لاخر حياتي ، لسة فاكرة لفي ورا امي و هي بتنضف البيت و بتغني ورا كاسيت لاغاني محمد وردي ، كنت باحفظ الاغاني و رتمها و ارقص و انا في قمة الانسجام حتي و انا عمري ما فهمت اللي بيتقال .


بس موقفي من اللغة اتغير و اتطور ، ابتديت مع نموي العقلي و السني اسأل ليه ما حدش اهتم يعلمني ، ليه ما حدش نقل لي التراث دة . انا حاسة بالم شديد اني باتكلم لغتين و هما لغات المستعمر الانجليزي و المستعمر العربي و عمري ما اتكلمت لغتي الام اللي هي النوبية . المأساة اللي انا فيها دي مش ازمتي لوحدي دي ازمة جيل كامل ولد في التهجير و لم تنقل له المعرفة باللغة
ساعات كتير بافكر ان اللي انا باعاني من اثر عمليات تعريب ممنهجة ، اه مفيش وثيقة رسمية او قرار بيقضي بمحو اللغة النوبية بس كمان الدولة لم تقم باي دور للحفاظ علي اللغة رغم ان في مادة واضحة في الدستور 2014 بتحمي  التعددية الثقافية اللي اهم تجلياتها التعددية اللغوية و دة ينطبق علي النوبيين و الامازيغ و البجا . في 3 لغات محلية في مصر بتندثر و الدولة مش بتبذل اي مجهود يذكر للحفاظ علي اللغات الانسانية دي و هي تجلي من تجليات ثراء و جمال مصر و جزء من التراث الانساني  

لسة فاكرة في 2013 في اثناء اعمال اللجنة المكلفة بصياغة الدستور المعروفة اعلاميا بلجنة الخمسين. انا كنت ضمن فريق ممثل النوبيين الاستاذ حجاج ادول ، حاولنا اضافة مادة للحفاظ علي اللغات المحلية و واجهنا بصلف و تعنت شديد من العروبيين و النقاش امتد برة جدران اللجنة و كان في ردود فعل كتير رافضة و اهمها مقال لعبد الرحمن الابنودي مؤداها رفض اي لغة غير العربية و ان مصر عربية بلا اي لغات محلية 

طبعا ردود الافعال دي تنم عن ضيق افق و تجاهل لحقائق تاريخية لها انعاكسات واقعية و المستفز ان في تجارب في دول "عربية" زي المغرب و الجزائر عملت علي تضمين اللغة الامازيغية في دستور الدول دي كلغة رسمية و دة و لا ادي لفرقة و لا اثر علي وحدة الدولة 

لو فعلا مصدقين ان مصر موزاييك متنوع ثري يضم جماعات بشرية مختلفة ، يبقي لازم نحتفي بالاختلاف و التنوع ، في دول قوية زي الهند فيها لغات عدة و السنة مختلفة ولا دة اثر علي الوطن و لا هدد امنه 

نفسي في يوم اتكلم فيه نوبي و اقصي املي اني اتكلم مع عمتي زينب في البلد ديالوج قصير بالنوبي و انا فرحانة جدا اني ابتديت اتعلم نوبي بشكل منهجي مع استاذ قدير و حلمي ان انهي خرسي و جهلي باللغة النوبية ينتهي 

2 comments:

Semsem said...

الحفاظ على الهوية النوبية هيحصل ان شاء الله بمجهود الشباب النوبي اللي زيك ;-) ، أما الدولة عليه العوض ومنه العوض

Unknown said...

فكرة التطبيق النوبي اللى اتعمل حاجة ممتعة بس هو محتاج تطوير وتعديل علشان فى كلام كتير باللغة الكنزية خطأ لو حضرتكم ليكم صلة فيمن يدير هذا التطبيق برجاء منكم تبليغ هذا إبراء وشكرآ