Wednesday, April 4, 2012

في ذكري التهجير ....حتي لا تموت الذكري



التاريخ يكتبه المنتصر...المنتصر مش بس المنتصر في معركة حربية ...المنتصر هو اللي له الغلبة الاقتصادية و الثقافية. و المهزوم دايما مهمش و تاريخه مطموس او بيذكر في التاريخ بكل المساوئ الممكنة .
و دة الحال مع النوبيين ، مشكلتنا الاساسية اننا مش متشافين ، مش موجودين لا في كتاب تاريخ ولا لغتنا مسموعة في تليفزيون و لا فننا مسموع الا علي استحياء. ودة غير ان الصورة اللي بتتقدم في الاعلام عادة ما بتكون هزلية و مسيئة . دة غير غيابنا عن مؤسسات صنع القرار .
 و عشان كدة من اهم وسائل مواجهة الطمس و التغييب هو كتابة التاريخ البديل و التنقيب و التعريف بالهوية النوبية. و دة اللي فكرنا فيه في اتحاد شباب النوبة الديموقراطي ، العالم كله يعرف يوم الارض الفلسطيني و كل انصار القضية بيحييوه و بيذكروا العالم المهادن بعدالة القضية.  بس كم واحد فينا عارف امتي ابتديت مأساة التهجير و امتي خلصت و ازاي تم التهجير و ايه اللي خسروه النوبيين غير الارض و البيت .
السنة دي قررنا نحيي الذكري و نفتكر اللي راحوا و اللي اترحلوا قسريا و اللي خسروا البيت و البلد و الذكري و الثقافة و الهوية. السنة دي قررنا نفتكر اليوم اللي غادر فيه اخر نوبي ارض النوبة القديمة مجبرا . في 18 ابريل فضيت ارض النوبة من ناسها و رحل النوبيين
مشهد التهجير مؤلم و مقبض للقلب لابعد الحدود ، زي ما بيحكي عنه الاديب و الشاعر النوبي محي الدين صالح ...... انك تتهجر في صنادل مخصصة لنقل البهايم و تجبر انك في شهر الحصاد تسيب البلح اللي محصولك الرئيسي علي النخيل و تمشي و تتمنع انك حتي تأخد الفسايل تزرعها في الارض الجديدة... العويل كان هو صوت الترحيل ....ستات و رجالة بيبكوا و الستات بتملا الازيار و كأن في حد ها يرجع يشرب منها .... حتي الحيوان حس بالم و اللوعة ، كلاب الحراسة فضلت تجري غلي الشط و الصنادل ماشية و تنبح و وقفت لما تعبت و بعد اصحابها ........
التهجير تجربة من امر التجارب اللي ممكن تمر بها جماعة بشرية ، انما لما تمر بها 4 مرات ، مرة في 1902 و 1912 و 1932 و 1964 .... دة الم فوق طاقة الكثيرين .... الهجرة ما اقتطعناش من الجذور و بس ...دي اقتطعت من روح كل نوبي .
عشان كدة لازم نفتكر اخر ايامنا في البلد ...اكتوبر  ابتدي التهجير و في ابريل انتهي الفصل الاول من المأساة .و بعدها بدأت الكذبة الاكبر في التكشف ...راح النوبيين لارض قاحلة و بيئة مختلفة تماما عما عهدوه و كانت النتيجة في ابشغ صورها مقبرة الحضانة اللي ضمت رفات الاطفال اللي ما عرفوش يتعايشوا مع الظرف القاسي اللي اتنقلوا له .
احنا ها نفتكر التهجير و نفكر كل المصريين ان القضية النوبية مش هم النوبيين و بس دي هم وطني ، لو في مواطن مصري اتظلم ، واجب علي كل المصريين التكاتف و التضامن مع قضيته . احنا ما نعرفش بلد غير مصر و ها نفضل ندور علي حقوقنا تحت مظلة الهوية المصرية اللي المفروض تعكس تنوع  المنتميين لها .
نحاول ان نتذكر كيلا تموت الذكري ..... فشاركونا
و تذكروا معنا
سيتم الاعلان لاحقا علي فعاليات القاهرة

No comments: