كان حلمها متأجل ، بتدور عليه في كل ابتسامة ودودة و في كل عين مهتمة. و في
كل عين و كل ابتسامة تدور علي دار امان و لو لقت العين و الابتسامة مش دارها
الامان بتمشي و هي مبتسمة و متاكدة ان القدر ها يجمعها مع رفيق الدرب و توءم الروح
في يوم ما ، عمرها ما زهقت ، ساعات كانت بتحزن بس انها وحيدة.
كانت عايزة فارس ، بقواعدها هي ،
زيها هي ، نسختها المذكرة ، قوي و قادر يناطح الايام الصعبة و يبقي له
نضاله و حياته اللي كلها احلام و اماني يقسمها معاها ، يبقي زيها من طين الارض ،
فيه من اهله و حيه و فيه ريحة الشوارع... كانت بتحلم انها تمشي متعلقة في دراعه و
هي فخورة انها معاه و انه راجلها و سندها.. و انهم يبقوا لبعض سكن و كتف حنين و يد
بتطبطب و تضم .
و استنت ...استنت كتير اوي اوي ...عدي عليها عابري سبيل كتير ، اللي كان
عاوز صحبة لايام و بس و اللي كان عاوز صديقة و برضه تلعب معاه في علاقة رمادية و
تقبل ان علاقتهم تتحول بتحول احتياجاته من العلاقة و اللي كان عاوز زوجة و بس و ام
عيال و بس ...
هي كانت عايزة تبقي حبيبة و مصدر الهام و سند و حضن حنين و مستمعة لشكواه ،
عايزة تشاركه ايامه و الامه و احلامه. و هي كمان عايزاه يشاركها فرحتنا و حزنها،
كانت حزينة انه في التخرج ما كانش موجود و عيد ميلادها الخمس و عشرين ما كانش
موجود و بتبقي زعلانة مع كل مناسبة و لا حفلة و هي لوحدها ، مش ماسكة ايدها و
ماشية جنبه.
و مرة واحدة الدنيا ضحكت ....
اتي ...من كفاح الاحلام ..
اقبل من يناع الايام ....
ايوة حين اقبل ، اينعت الايام . وجوده كان ساحر ، ضحكاتها اللي كانت خجولة
و علي استحياء ، بقت بتنور الدنيا و بتنثر سعادة علي كل اللي حولها . هي اتغيرت ،
لبسها اللي كان لازم يبقي مريح و بسيط ، بقي دليل واضح علي احتفائها بانثوتها و
بوجود في حياتها ، الالوان المبهجة و الفساتين اللي بتقول اني عاوزة اعبر عن
انوثتي اللي اتجمدت من كتر ادخارها للقادم الذي يستحق ان يستمتع بها.
اول ما شفته قالت ...خلي الماضي للاحزان ...انا عمري قبلك ما كان ...و اعترفت
...حبيبي انا قلب عطشان... قلبها العطشان ما نساهاش عقلها ، حاولت تحسب فرضية نجاح
العلاقة ، لقيته انسان ودود و دفئ و من طبقتها و حالم بحياة و طن احلي و انه
بيشاركها احلامها و نفسه يحققوها سوا و انه شايفة مش بس انثي ، كمان شايفها انسان و
عقل بيحبه و مقدره و كانت سعيدة انهم بكملوا جمل بعض و ان نفس المسرحيات بتضحكهم و
انهم حبوا الحب في نفس الرويات و نفس الاغاني.
و بدأ المشوار سهل و الحب بيطور و ان الحميمية بتزيد، و اتصورت ان بينهم كود للتفاهم ...كانت لقاءاتهم طويلة و سعيدة و فيها حوارات عميقة و رقيقة و الضحك كان صافي و الايدين كانت بتحضن بعضها
لكن مع الوقت ابتديت تكتشف ان تفسيرهم للاشياء مختلف و ان وميض شمعة الحب بيقل و الكلام بقي رتيب و مجرد اخبار و في
الاخر يعني كلمتين ناعمين من باب عدم كسر العادة و انهم برضه بيقوموا بدورهم كاحباء..
بس بعد فترة ظهر زائر شرير ...الصمت ، المكالمات قلت جدا و المقابلات بقت
روتينية و قلت برضه و الفترات اللي بينها تباعدت و الدنيا ما كانتش رحيمة عليهم ،
ظروف البلد و ظروفه لانه فقد شغله حولت العلاقة لعلاقة مأزومة. المشكلة اللي كانت
ممكن تعدي في الايام العادية بالتعقل و العتاب الرقيق ، بقت كارثة و صريخ و شد و
جذب
بقي في كلام قاسي و عدم اهتمام ... و هي اتغيرت ...اه انا غيرني عذابي في
حبك بعد ما كان املي مصبرني ...، اه عذبتني بصوتك اللي باين فيه الملل و باهتمامك اللي بيقل و اني ما بقيتش اولوية في حياتك ، حست ان الامل بيموت في صدرها و حسيت ان الايدين بتسيب بعض
و فعلا ... كلمها بصوت بارد عايز اشوفك ...
راحت و قلبها بيتنفض في صدرها و خايفة انه يقولها كلام يوجع قلبها... قال
لها بطل احبك و ما بقتيش حبيبتي .... ما كانتش تتخيل ان في كلام بالقسوة دي ، كان صعب
تسجن دموعها ، بكت علي الحبيب اللي انضم لقائمة عابري السبيل ، بكت علي الحلم اللي
اجهضته الايام ... انتحبت علي نفسها و حست انها اتباعت رخيص ...رخيص اوي.
مشيت و كل اللي عاوزاه انها تلمم اشلائها و تحاول تصلح قلبها اللي زي شظايا
الازاز ...مكسورة و حادة و ممكن تجرح اي حد يقرب. مشيت و زي ما كان قبلها بيطرح له
حب و مودة ، بقي كل اللي في قلبها خيبة امل و قلة حيلة و انعدام امان ....زي ما
شال حبه من قلبها ، زرع غضب صوته صريخ عالي ، لكن قلبه الاطرش عمره ما سمعه...
و هي ماشية كانت بتسأل نفسها يا
تري ها تعرف تحلم تاني و لا حلمها المتأجل بقي حلم مستحيل
2 comments:
صباح الروقان فعلا بلوج جامده واسلوب روعه انا مقدرتش اشيل عينى من الموبيل طول ما انا بقراها وانا فى الطريق وكنت حقع بسببك مرتين :) بالنظر الى الجراح والالم الى فى الموضوع انا حصل معايا نفس النظام ده ومعظم الناس حيكون حصل معاهم ده بردو لكن الاهم اننا نعدى الموضوع ونحاول اننا نخليه حافز لينا وانا واثق من انك بتعملى كده لانك عاقله وبتوزنى الامور كويس
بدايتا عجبنى فى كتابتك روقانك وثباتك وطريقت سردك الى خلتنى مشيليش عينى من الموبيل طول ما انا ماشى فى الطريق بقرى المدونه كنت حقع بسببك مرتين :) لكن عن موضوع الاسى والجراح وحرقت القلب الى فى الموضوع فاحب اطمنك انك مش لوحدك الى اخدتى الصعقه دى انا كمان اخدتها ووجعتنى خالص عشان كده يمكن حاسس بجزئ من الى انتى حساه لكن الحياه لا تتوقف عند احد ابدا والموضيع الى زى دى المفروض نخدها حافز عشان نكمل حياتنا والى انا واثق من انك بتعملى كده دلوقتى .
استمرى فى حياتك واجنى ثمار نجاحك
Post a Comment