Thursday, July 12, 2012

عن أبي : الحاج إمام مختار سكوري




لعل هذه الكلمات تعبر عنك ، لكم اشتاق اليك ، منذ ان استعجلت الرحيل و حزمت حقائبك غائبا غيابا طويلا، دون وداع يذكر. منذ اكتوي قلبك بنيران زيف هذه الحياة و لم تعد تتحمل اناتك المكتومة و حسرتك علي ما ال اليه حالك و حال من تحب. اعلم انك رحلت باحثا عن السلام و الصفاء. لكني حزنت انك لم تكمل معي الطريق. لكم احتاجك ، في حفلة تخرجي من الجامعة و من الدراسات العليا.
ابتاه .... يا بابا ...هل ستتعرف علي اذا رأيتني الان ... لقد اصبحت شخصا مختلف شكلا و موضوعا عن الصغيرة فاطمة التي رحلت عنها في اول مايو 1999. تمنيت ان تكتب معي رغبات التحاقي بالجامعة. انا واثقة انك سعدت معي بسعادتي عندما حققت حلمي و درست ما احب.
كل العائلة تقول اني ورثت عنك الحواجب و العينين ،عيناك كانت بوصلتي ، كل ضحكاتي الصافية المتدللة في صور طفولتي و مراهقتي ، كانت لك، كانت عيناك تمنحني  الثقة و الطاقة.
ما زالت اذكر صورتي حين بلغت 4 سنوات ، برداء الحضانة الوردي القصير و حقيبتي الحمراء علي ظهري ، المكتوبة عليه حروف الابجدية العربية ،و انت توثق تطوري بعدستك  ، اعتقد اني استوحيك منك ايماني ان التصوير يخلد ذكرياتنا السعيدة.  كنت سعيدة اني ساتعرف علي اصدقاء جدد و العب و اتعلم ، مازالت اتذكر هبة و هي تدور في انحاء البيت حاملة الحقيبة بعد ان اعود من الحضانة و هي تردد ، اروح مع بطة ابل ، و تعبر عن رغبتها في الذهاب مع اختها الاكبر الي الحضانة و هي تربط بيني و بين اكثر كلمة ارددها A Apple


اتذكر في ليالي الشتاء مترديا جلابية البيت و متدثرا ببالطو ثقيل يقيك برد الشتاء ، و تعود محملا بالجبن و الزيتون و مؤن العشاء و تحفظ العيش الفينو لساندوتشات الصباح. و ما زالت اتذكر ضحكاتي انا و هبة و محمد علي جملتك الشهيرة ، حين تتوتر من ضيق الوقت في الصباح بسبب تجهيزات الذهاب الي العمل و المدرسة " يلا يا ولاد اشربوا الشراب و البسوا اللبن " و نضحك و تضحك معنا و تعيد امي الانضباط الي الموقف صائحة " الساعة بقت سابعة و نص ، مش كل يوم ها توقفوا في طابور المتأخرين".
اعلم انك شئت الرحيل و لم ترد العيش راكضا وراء السراب .
و لكني احتاجك .... كل الرجال في الحياة ... الاقارب ...الاخ الطيب الودود ...الاصدقاء ....الزملاء... و الاحباء ، جميعهم فيهم شئ منك، كل رجل احببت ان اشاركه لحظة صادقة تحت اي مسمي ، فيه طيف منك يا حاج إمام .
كنت اتمني ان اجالسك و احكي لك عن مغامراتي ، في السفر في العمل في حياتي الصاخبة المزعجة....
كنت اتوتر من ادائك المتصوف المعتزل، تستمع الي اذاعة القرأن الكريم ، لتملأ البيت بعبير عبد الباسط و محمد رفعت و الطبلاوي و غيرهم. اتذكر سعادتك عند زيارة احد اقاربنا و حرصك ان العب مع ابناء عمومتي و خؤلتي و تربطني بهم برباط ابدي . اتذكر ابناء عمتي محمد صبري و البنات الحلوات و لهونا في النادي و بنات خالي و لعبنا في بيت جدتي.
ما زالت اذكر يومك الاخير ، يوم الجمعة 30 ابريل، طلبت منك ان تحضر فيلم Man in the Iron Mask   فيديو لاشاهده في عطلة عيد العمال، كانت الامتحانات علي الابواب و كنت مترقبة و خائفة ان يقل مجموعي و الا استطيع الالتحاق بكليتي الحلم. عدت مساءا متأخرة و منهكة . احتضتني علي غير عادتك التي لا تفضل الود البدني . و نظرت الي بحنو قائلا " انت جدعة يا بطة و مثابرة، ربنا معاكي " و سألتك عن الفيلم، و اجبت " ما عرفتش افتكر اسمه يالانجليزي ، كنتي كتبتيه بالعربي" .
هذا اخر مشهد لك في ذاكرتي
حنون، ودود، خجول، طيب، تقدر حلمي الصغير و تسانده
ارقد في سلام ، اعلم انك في مكانك المناسب ، و اعلم انك تنظر الي و الي امي و اخواتي و تمنحنا بركاتك و حبك
لعلنا نلتقي في يوم يجمعنا و الاحباء

3 comments:

Ossama Mokhtar said...

أبكيتينى يافاطمة ..........رحمة الله عليك عمى الحبيب....كم أنا مشتاق أليك

Ossama Mokhtar said...

لقد أبكيتينى يافطمة........رحمة الله عليك عمى الحبيب.......كم أنا مشتاق أليك

Fatma Emam said...

للاسف تغلبنا دموعنا ....لا نعتاد علي الفراق مهما طالت مدته
رحمة الله عليه و علي كل موتانا ...شكرا يا اسامة علي الاهتمام و الدعم الدائم