صفحة و انتهت

انا مقتنعة ان الحياة الشخصية للنسويات فيها  اصعب معاركهن.... معركتهن مع الاهل و التقاليد و المفروض و الدين

و اقسي المعارك بتبقي مع الحبيب او شريك الحياة .... انا النهاردة باكتب و انا باقفل صفحة علاقتي الوحيدة، طبعا دة مؤسف جدا اني ها اتم ال30 و اللي عدي في حياتي من رجالة ما كانوش يرتقوا اصلا لمرتبة علاقة بغض النظر عن اعتبارها جادة و لا لا

انا بس عايزة اسأل نفسي بصوت عالي ليه كانت امالي عريضة ، ليه كنت فاكرة ان الامان و السلام اللي اتحرمت منهم في حياتي ، هيكونوا مع الرجل اللي حبيته .  ليه كنت شايفة انه عنده قدرة علي تحويل الفسيخ شربات ، ليه كنت شايفاه ساحر ،انا دلوقتي متألمة مش من الذكريات الحلوة و الوحشة و لكن متألمة لاني حاسة اني راهنت علي حصان مش بس خسران ، راهنت علي حصان مش ليا .

انا بس كان نفسي في بني ادم ارتاح معاه و يبقي دنيتي البديلة ، البعيدة عن العيلة اللي مش قادرة تقبلني زي ما انا و الصحاب اللي بيبعدوا في مشاغل الدنيا . واضح لي اوي دلوقتي انه من الغلط انك تحملي الناس ادوار هما ممكن يكونوا مش قدها . كمان اللي صعب بالنسبة لي اوي تخيل ان العواطف بتفتر بالسرعة دي و ان ازاي الناس بتفقد اهتمامها و تستخسر حتي فرصة تانية و محاولة تانية . تبقي فكرة اني اتسابت عند اول منعطف زي الحجر اللي ركز علي قلبي و شلني عن الحركة تماما .

مش ها اتكلم عن اللي المفروض طوروا وسائل تواصل ، وسائل تواصلهم دي بتختبر عند اول ضائقة بس لما تكتشف ان كل حاجة غير فعالة و انت مش قادر تسمعه اللي باتفكر فيه و هو مش مهتم انك تسمع اصلا.

انا متغاظة ان العلاقة ابتديت لما انا ابتديت اهتمامي بس اتوقفت لما هو قرر انه فقد اهتمامه و انتهت برضه لما هو وضح علانا انه في علاقة حب جديدة.... ليه انا فضلت شهرين اجري ورا سراب ...ليه كنت فاكرة ان دايما في خط رجعة .... ليه ما لملمتش اللي باقي مني و مشيت اول ما اداني ظهره .

ليه شخصيتي اللي المفروض قوية كانت مسالمة جدا معاه و كنت اتمني بس رضاه مهما كان غير مهتم او انا دائما مش اولويته .

مش عايزة اشتم فيه و لا احس انه شيطان رجيم، انا كل اللي قاهرني ازاي ادق علي باب اتقفل في وشي

مزن حسن تكتب عن النوبة .... الناس مش القضية

  

في العادي بانشر لنفسي و حسب .... بس مزن مش اعز انسان عندي و بس هي كمان اللي ساعدتني اخرج برة الشرنقة اللي اتحبست فيها و نفيت هويتي   .... انا حطيت اباياسا مع التدوينة ...عشان مزن بقت بتدندنها علي طول زيها زي اهل الوجع

النوبة بالنسبة لي تعني أشخاص

أتساءل لمرات عدة لماذا اهتم بقضية النوبة بهذا الشكل ؟، فانا لست من تلك المنطقة ولم أكن مندمجة في نضالات أهلها ا من قبل ولا أرى أن كل القضايا نستطيع الاهتمام بها ....واكتشفت أن النوبة بالنسبة لي تعنى أصدقائي ومشاعرهم وما يواجهونه ونضالاتهم .

كانت علاقة الصداقة التي ربطت بينى وبين فاطمة إمام هي عيني على النوبة  ، فقد تعرفت على هذا المجتمع وتلك القضية من خلال معرفتي بها وبعائلتها  وما تمر به يوميا لتثبت للآخرين أن نساء النوبة هن مواطنات مصريات لهن حقوق! ومن ثم عرفت مجتمعا من النوبيين الذين رأيت فيهم العمق والصراع حول الهوية والعين اللامعة وهم يتحدثون عن وطنهم .

أتذكر نفسي وأنا في قرى التهجير وأصدقائي يحي وأحمد رجب يشرحون لي التهجير واختلاف أراضيهم الأصلية بجوار النيل عن التي يعيشون فيها الآن ، اسمعهم يغنون أغاني التهجير وعيونهم تدمع وهم يتذكرون بلادا لم يرونها ويحلمون بوطن سمعوا عنه مثلي ويأملون في وجوده.

لا أحب  تصوير النوبة وأهلها فقط بالطيبة والجمال والملائكية فعلى الرغم من وجود تلك الصفات إلا أنهم بشرا تغضب وتتألم وتصارع ممارسة عنصرية مضادة .

معرفتهم جعلتني أشعر أن قيمة أي قضية هي ناسها ومشاعرهم   وتفاصيل حياتهم.

on that part of the universe : Nubia

the Nubian issue in Egypt raises many questions, the race, class,  democracy, citizenship and Human Rights.

Nubians in Egypt suffered for long time from racism, alienation and neglection  for their basic rights. Sadly the Nubian issue is not on the political agenda of almost all the political fictions in Egypt, we might hear of Nubian issue only, because of the demographic mass of Nubian voters, which was crystal clear the presidential race after the revolution.

One of the main obstacles of Nubians are facing while fighting for rights, is the ignorance of the public opinion about their cause, that the " ordinary" Egyptian associate Nubia with the folkloric dancing and music and they deny the pain which prevails in the Nubian history.

Nubia is a civilization which governed Egypt in its 25^th dynasty and the history of Nubia and Egypt was a serious of  struggle for domination.  Nubia was independent from Egypt, till 1820 when Mohamed Ali invaded Nubia , before Mohmed Ali, Nubians fought many Egyptian rulers like el Salah el Dine el Ayoubi and el Zaher Baberas.  Nubians suffered from the cruelty of many Egyptian rulers, like the rest of the Egyptian population, they suffered from unreasonable taxes and servitude.  

In 1898 one of the most important landmarks of the region politics took place, the Mahdia revolution in Sudan, which the Nubians support and they were massacred in Toushky battle. And that's why the Fadika Nubians women wear black in commemoration of its martyrs. And then the British occupation divided Nubia, to the north Egyptian Nubia and to the South Sudanese Nubia … like many African ethnicities divided by the lines of borders drawen by the colonizer  .

Then the pain started Egyptian Nubian were forced to be displaced 4 times in starting 1902, 1912, 1932 and the last in 1964. We lost the land, heritage , culture, the environment and the future .  Nubians were exiled to Kom ombo Valley which was named by the locals near by the valley of death. And the suffering was manifested in the nursery tomb where the bones of the young children who could not survive the new harsh environment.

Then Nubians faced harsh discrimination and racism when they inhabited the cities, and they worked in the low profile jobs and they still constitute a stereotype which attack Nubians.

Although Nubians proved in many times that they belong to Egypt and they are willing to sacrifice for  a better tomorrow , but Egypt as a government neglected Nubians and as a population discriminated against them.

One might ask what are the demands of Nubians now? Full citizenship , where their history is celebrated and taught in schools as part of Egyptian history, going back to the land around the lake, naming the lake Nubia lake and having a say in the development plans in their region.

Nubia is not a homeland we live in, it is an identity, and cause we live for .      

حكاية من حكاياتي ....عن البحث عن الهوية

مش عارفة ليه انا دايما مؤمنة ان اكثر المصطلحات تقعيرا لا تستطيع ان تصف الالم البشري و ان الحكايات الشخصية بتوصل الرسالة اسرع و بتوصل للناس اسرع ...عشان كدة انا قررت احكي حكاية من حكايتي .

انا ما كنتش اعرف يعني ايه نوبة و لا القضية و لا التاريخ ...كل اللي كنت اعرفه اني نوبية لاني اتولدت لابوين نوبيين ... و كانت النوبة بالنسبة لي الاقارب و الاهل . ما كنتش عارف حاجة لغاية الثانوي مثلا و عرفت علي استحياء و حتي ما لقيتش كتب اقراها في البيت عن النوبة و دة كان بالنسبة لي غريب جدا ... لان ابويا عنده مكتبة هايلة و عرفت لما عمي حكي لي عن الشمندورة و حسيت بالفخر في صوته و هو بيحكي عن محمد خليل قاسم . و ابتدي يحكي عن التهجير . ساعاتها قلت معلش عشان مصر و اكيد الحكومة اهتمت بصالح كل المصريين و علبت مصلحتهم .

للاسف اهلي ما كانوش مهتمين انهم يتكلموا عن النوبة و يمكن لان ابويا بيقدر عبد الناصر فقرر انه يتجاهل بلده لارتباطه ب"الزعيم الملهم" . ابتديت اعرف اكتر و انا في الجامعة و لاني بادرس سياسة اللي هي ممكن تكون اكتر علم متحيز و موجه .... الكلية كانت بتزرع فينا اننا مصريين و بس و ان ولائنا للوطن و بس و ان انتماءاتنا الاخري بعد الوطن . و لاني كنت تربية اب كل فخره انه كان في الرادار في حرب اكتوبر و لان مصر هي وطنه الوحيد ...لقيت ان في كلام الكلية منطق و كنت باتحرك في الدنيا علي اني مصرية و بس ....بس مصرية .

لغاية ما اتعرفت علي مزن .... مزن خليتني افكر من غير قيود ...و ابص للدنيا برة المنهج المقرر عليا ...انا لسة فاكرة لما انها و مزن و ميسان و خلود قعدنا نتجادل اذا كنت نوبية و لا لا و انا ارد بصلف "انا من اصل نوبي ....انا مصرية و بس ...ما اعرفش عن النوبة دي حاجة ...انا بلدي هنا " . و الحوار دة فتح لي باب لاعادة التفكير و سمع عندي لاني كنت علي طول غضبانة من صورة النوبيين في الاعلام و باكره الاستهزاء بالاصل البسيط او بالبشرة السوداء .

مزن رميت حجرة في بركة مياه اسنة ، ابتديت ادور و اعرف اكتر و احس بالوجع اكتر كل يوم ... لغاية الموقف اللي كان في الكلية لما استاذ اتريق و قال علي النوبيين " دول اللي بيطلعوا في الافلام القديمة " . بلعت لساني و سكتت و حاولت ارد و ما قدرتش اقول اكتر من ان مصر بوتقة صهر ... بس هي ساعتها في عينيا كانت اداة مسخ .

حاولت ادور علي بعد من ابعاد هويتي ، اللي ساعدني اوي في الوقت الادب النوبي و خاصة ادريس علي ، حتي لو البعض بيعتبره كاره لقوميته ...انا ما كنت محتاجة مشاعر ...كنت محتاجة معلومات . و الروايات كلها رسمت جزء من صورة البلد في عينيا الا ان الرواية اللي هزتني من جوه هي الشمندورة باكورة الادب النوبي ... مش بس رسمت البلد ...شكلت جوايا حنين و الم مش ممكن يتمحي او يتعالج

و فضلت ادور و كنت بالقي نفسي اكتر و انا باشتغل للقضية ...برغم من اني باحاول ما اكنش ناشط سياسي و ساعات كتير باشوف ان دوري كباحثة حقوقية مفيد اكتر . الا ان رجليا بتتشد للسياسية ساعات .

انا شايفة ان حكايتي زي حكاية الجيل التاني من التهجير اللي ما يعرفش نوبي الا يا دوب كلمتين و مش عارفين عن التاريخ الا نفرتيتي الملكة الجميلة و بس ... انا حاسة اني اتسرق مني حاجة و انني اتحطيت في قالب عشان ابقي مصرية و بس بدون اي تجليات اخري سواء قومية او اثنية ... انا مش مصرية و بس انا من البقعة البعيدة المهمشة في الجنوب ، اللي كانت بتقاتل للسيادة في عهود و دلوقتي بتقاتل عشان تبقي ... و لو في قلوب ابناءها

عن ايامي الحلوة و العادية و السودة و المختلفة

لاني عندي مشكلة في ان الناس لما تتكلم عن البلد ما تفتكرش غير النخل و النيل و البيت القديم و الارض ... و لاني ما اعرف عن النوبة الا ناسها ...فقررت اكتب عن ناس البلد ...عن النوبيين ...

انا اتولدت في القاهرة و صحيح انا من بنات العاصمة الا اني اتولدت في كوميونة نوبية جدا ...بيتنا كله نوبيين ...انا عايشة في عمارة مع عماتي و ولاد عماتي ...فعادي جدا اني اصحي الصبح اسمع عمتي سيدة الله يرحمها بتناده علي عيل من العيال الصغيرة بالنوبي و انا واثقة تمام الثقة ان العيال فهمت اساميها و بس . بس و شوية و ماما بتطبخ و لا بتنضف تشغل الكاسيت علي اغاني نوبي و انا اقعد الف وراها و انا بارقص ..او هي تسيب اللي في ايديها و ترقص معايا .

انا اصغر من كل ولاد عماتي و هما عندهم ولاد من دوري انا و اخواتي ..عشان كدة حضرت افراحهم كلهم و دي كنت من ايامي الاكثر سعادة ...مش بس فكرة الفرحة اللي كله رقص و غنا ...لا كمان سيطرتي علي بلكونة بيتنا و عدم سماحي للعيال الغلسة انها تتفرج من عندنا ...لان اغلب الافراح او علي الاقل الحنة بتتعمل في الشارع .

انا فاكرة ان من احلي المناظر اللي ثابتة في ذاكرتي هي صفوف الاراجيد و هي بتتحرك في نظام  و عكس بعضها و بتشكل صورة بديعة  و الستات بهدومها الملونة و شكل العصيان الملونة المربوط عليها شرايط ملونة و ريح العطور اللي بتترش علي اللي برقصوا . المشهد بجد مش بس مبهج ...التراص و الانسجام في الحركة دلوقتي بيحسسني ازاي اننا جماعة متماسكة رغم كل محاولات تقطيع الاواصر اللي بيننا . و كنت برضه لاني متمردة بطبيعتي باتغاظ جدا من عمتي صليحة اللي ماسكة عصايا ساعات و كرباج ساعات و بتنظم الصفوف و بتهش العيال عشان الصفوف تبقي منظمة و انا طبعا مش من اللي بيتهشوا و كرامتي كانت نتأح عليا من المعاملة دي . و اجري اشكي لماما .

كنت بافرح اوي و احنا شايلين الحنة و بنلف الشوارع اللي جنبنا و الجيران تصقف و تزغرد تفاعلا مع الحنة ....حتي لو مش فاهمين كلمة من اللي بيتقال .

دة في الفرح ، في الايام العادية كانت اكثر حاجة باحبها ستي ام ستي  فاطمة اوش الله .... كانت فوق التمانين و فقدت بصرها في اخر عشر سنين ...كانت احلي حكاءة في التاريخ ..و طبعا بغض النظر عن العربي الغريب بتاعها بس حكاياتها كانت علي طول حلوة و كنت باحب اوي لما يجي خالي كامل ، ابن اخوها و تقعد ترطن معاها بقي بالنوبي و تحضنه و تقول له انت اللي فاضل من الغاليين و انا ابقي مبسوطة لا ستي مبسوطة عشان شفته ...حتي لو بقلبها . و انا و بنات خالي كان لنا دور فعال في محاولة لتحسين العربي بتاع ستي ... للي لما كانت تزهق من حصص العربي بتاعتنا تقول " باعرفي الفاتحة و الصمدية ...كفاية " .

و كمان في الايام العادية ...اتعلمت في بيتنا ان من جد وجد ، امي و ابويا اللي جايين من اصول اجتماعية شديدة البساطة، شقيوا في دنيتهم عشان يوصلوا للي وصلوا له ، و كان التعليم هم المحرك للانتقال الطبقي في عيلتنا كلها ، و انا كمان امنت بالفكرة دي و كتير من النوبيين ، عشان يحققوا حياة افضل لهم و لولادهم شقوا طريقهم بايديهم في قلب الصخر . و اللي لسة بيبهرني في امي مثلا مش بس انها مرتبطة باهلها و عمر نفسها ما كبرت ، الا انها دايما بتفتكر الماضي رغم قسوته الشديدة انها ايام راحة البال و ان كفاية ان اللي الناس اللي كانت بتحبهم كانوا موجودين قبل ما يقابلوا وجه كريم.

و جنب الفرح و جنب الايام العادية كمان في الايام السودة ، و لعل اسود ايامي ...لما ابويا مات ... لسة فاكرة عيون ولاد عمتي اللي مش بس مفزوعة بس مش عايزة تصدق ...لسة فاكرة عمتي سيدة الله يرحمها و هي بتندب بالنوبي ..و كل اللي فهمته منها اسم ابويا ... امام.. و عمي عباس اللي ربي ابويا و اللي طول عمره اكثرنا تماسك و هو بيصرخ و ابويا ..بيدخل القبر ... اعيش ليه و امام في التراب . يومها شفت عشرات العمات و الخالات  و لم يتوقف توافدهم لغاية الاربعين . دة غير اللي قطعوا مصر من اسوان للقاهرة بس عشان يجييوا يواسونا . 

اراجيد عند معبد ابو سمبل

دي الايام الحلوة و العادية و السودة و في كمان الايام المختلفة و دي اللي كانت هناك في البلد ..... انا روحت اسوان كتير ...بس نصر النوبة مرتين بس تقريبا ... المرة الي فاكراها في 2006 ... كنت رايحة احضر فرح و لفيت بقي روحت ابو سمبل و اتهوست من منظر النيل قرب المعبد و روحت ابريم قريتي و كمان بلانة و توشكي بلد امي ...كنت سعيدة و سعيدة اني باكتشف عالم جديد...اكتر حاجة فكراها رغم اني كنت منزعجة منها ....اني طول ما انا ماشية في ابريم ....العادي اني باصة قدامي ....الناس كانت قاعدة علي المصاطب بعد المغرب في الهواء .... بقوا يوقفوني انت من ... بنت مين ؟؟ و انا جوايا ام التحقيقات بقي ... و ينتهي الحوار دايما انا عمتك يا بنتي و لاني غبية ...كنت باسأل ازاي و يشرحوا بقي ...خد عندك بقي نص ساعة شرح و بعدين بوس كتير بقي و تنده عيالها يسلموا .... مرة مثلا و انا في بلانة عند ولاد عم ابويا واحدة من بنات عم ابويا باستني ما لا يقل عن 16 بوسة و انا هنجت و زقتها بالراحة و هي حسيت ان اتوترت و بصت لي بكل الود اللي في الدنيا و قالت لي انت بنت اخويا الغالي .

اه نصر النوبة مكان مقبض جدا ...بس انا حبيت الروح و الناس الودودة و الامان .

دة ملخص عن ايامي

عن النوبة في تاريخ مصر : محاضرة د/ احمد صالح

لاول مرة ادخل النادي النوبي العام، كل الوجوه رغم انها مألوفة ، الا انها تتفحصك فقط لانك انثي او هكذا احسست، لم اشعر انه مكاني. المكان جميل و بسيط و به طابع نوبي مميز و غرفة الاجتماعات بها بورتريهات لوجوه نوبية تحمل اصالة و دفء . الا انني لم احظي بقليل من الخصوصية و لعلي اصبحت شديدة الارتياب .جلست الي جواري سيدة مسنة و سألتني انت منين . طبعا للتعرف لاي قبيلة انتمي و لانني اجبت بتحفظ لم تستكمل الاستجواب المعتاد من اي اسرة و الي ما ذلك .

المهم كان حظي طيبا ان استمع الي د/احمد صالح قبل المحاضرة، يبدو عليه وقار العالم مع تواضع جم و اخذ يشرح للجالسين اسباب مشكلة تهريب الاثار.  و استئذنته ان ادون و قال بثبات " بعد الثورة نقول و ما نخافش " ، احببت الثقة و التفاؤل الذي حملته هذا العبارة .بدت المحادثة شيقة ، الا انني ابتعدت باحثة عن مكان اخر لعلي اجد تغطية افضل لاغطي الفعالية علي تويتر. و هذا ما فشلت فيه. لهذا قررت ان ادون عن الندوة .... هذه مجموعة ملاحظات غير مكتملة للندوة لانني غادرت قبل نهايتها لارتباطات شخصية.

بدأت محاضرة النوبة و انقاذ مصر  في الثامنة والربع   و قد ابدي المحاضر استياءه من عنوان المحاضرة .   و هو د/ احمد صالح مدير عام منطقة اثار ابو سمبل. و قد قدمه عضو مجلس ادارة النادي الناشط النوبي صلاح زكي مراد . و في اطار التعريف ظهرت بعض العادات النوبية و منها تذكر اسهامات الاخرين ، فقد ذكر صلاح ان د/احمد من قرية بلانة التي طالما انجبت مثقفين نوبيين منهم الروائي خليل كلفت .

بدأ صالح محاضرته بالمقولة الصادمة التي صدرت عن القيادي الاخواني عصام العريان الذي قال النوبيين ضمن الغزاة الذين احتلوا مصر و هي مقولة لها بالغ الاثر و تؤدي الي استعداء قطاعات واسعة من المصريين علي ابناء وطنهم من النوبيين. ثم استدرك موضحا ان النوبة و مصر ليستا وحدتين منفصلتين بل هما وحدتين طالما تفاعلا و اسهما في تشكيل تاريخهما المشترك.

ثم عرض لتاريخ النوبة و اوضح كيف عمل نظام مبارك علي تزوير الحقائق العلمية و اشار الي ما ذهب اليه زاهي حواس من الزعم  ان نفرتيتي ليست نوبية و لم تكن سوداء و ليس النوبيين بجمال نفرتيتي. و هذا ما يعد مغالطة للحقيقة.

و بدأ صالح يتحدث عن النوبة التي لم قاصرة علي النوبة الحالية في مصر و السودان بل امتدت لتصل الي دول القرن الافريقي حاليا ، جيبوتي و اريتريا . و اوضح صالح ان الزعم بان النوبيين قد خانوا مصر و تعاونوا مع الهكسوس، زعم خاطئ و النوبيين فقط كانوا علي تخاطب مع الهكسوس و مقولة الحاكم المصري اني احكم بين الهكسوس في الشمال و النوبة في الجنوب ، انما تشير الي العلاقات التاريخية التي اتسمت بالتناحر بين مصر المركزية و النوبة. الا ان النوبيين و المصريين تطوروا علاقات اقتصادية ، اهتمت مصر بالاستفادة من النوبة الغنية بالمحاجر و المناجم.

و قد عمل المصريين علي  نشر المعابد المصرية في النوبة، و منها مقبرة عمدة للاسرة 18 و المعابد المصرية بنيت لنشر الثقافة المصرية و اللغة المصرية القديمة و الديانات المصرية. و كان الملوك المصريين دوما ما يرسموا و هم يضربوا اعدائهم بالمقمعة لتخويف النوبيين .و قد بني رمسيس الثاني العديد من النوبة المصرية في النوبة. كان الملوك المصريين يتعاملوا بشكل سلمي مع النوبة و كان يبعث برسل في افتتاح المناجم و القنوات .

عندما حكم النوبيين مصر في الاسرة 25  اعتبرت هذه الاسرة  جزء من التاريخ المصري ، لو كانت احتلالا ما اعتبرت من الاسر المصرية و هي تسمي بداية عصر النهضة . و يتحدث صالح عن الملوك النوبيين منهم طهرقا الذي سمي بخير المناورين  و قد ذكر في التوراة و الملك بعك ، و بعك عندما ذهب الي منف العاصمة المصرية التزم بتقاليد المصريين و لم يشأ ان يخالفها . و خلفت الاسرة 25 حجر شباكا الذي يظهر ان النوبيين جاءوا لينقذوا مصر .

و قد كان احد ملوك النوبة اول " العلمانيين" في التاريخ ، اذ انه حارب سلطة رجال الدين و تدخلهم في السياسة . فقد كان الكهنة يدعوا انهم حلموا بالكلك ميتا و كان علي اي ملك ان ينتحر بعد هذا الادعاء و هذا ما رفضه الملك شباكا.

و قد سادت عبادة امون في النوبة و هو ما يشير الي الاتساق بين الشخصية المصرية و النوبية . كذلك استورد النوبيين الشكل الهرمي من المصريين و هذا ما يؤكد التعاطي بين الحضارتين و عدم انفصالهم .

ثم حكي صالح عن مملكة مروي التي دعمت الثوار المصريين ضد الرومان و حاربت محتلي لمصر و استمرت لعشر قرون . ثم تبعتها مملكة قسطل و

و من المعروف ان الحضارة النوبية من الحضارات الانسانية الفريدة الي احترمت النساء و قد ضرب صالح مثلا بالملكة ايمنا تورييه التي حكمت و تنازل لها اخوها عن الحكم و في الجداريات ستجد ان الملكات يصورن مساويات للملوك. و المساواة النوعية كانت موجودة بشكل من الاشكال في التاريخ النوبي .

و هنا اتوقف لانني رحلت .... الا انني رحلت سعيدة اني تعلمت اقل القليل عن حضارتي المنسية .

في ذكري التهجير ....حتي لا تموت الذكري

التاريخ يكتبه المنتصر...المنتصر مش بس المنتصر في معركة حربية ...المنتصر هو اللي له الغلبة الاقتصادية و الثقافية. و المهزوم دايما مهمش و تاريخه مطموس او بيذكر في التاريخ بكل المساوئ الممكنة .

و دة الحال مع النوبيين ، مشكلتنا الاساسية اننا مش متشافين ، مش موجودين لا في كتاب تاريخ ولا لغتنا مسموعة في تليفزيون و لا فننا مسموع الا علي استحياء. ودة غير ان الصورة اللي بتتقدم في الاعلام عادة ما بتكون هزلية و مسيئة . دة غير غيابنا عن مؤسسات صنع القرار .

 و عشان كدة من اهم وسائل مواجهة الطمس و التغييب هو كتابة التاريخ البديل و التنقيب و التعريف بالهوية النوبية. و دة اللي فكرنا فيه في اتحاد شباب النوبة الديموقراطي ، العالم كله يعرف يوم الارض الفلسطيني و كل انصار القضية بيحييوه و بيذكروا العالم المهادن بعدالة القضية.  بس كم واحد فينا عارف امتي ابتديت مأساة التهجير و امتي خلصت و ازاي تم التهجير و ايه اللي خسروه النوبيين غير الارض و البيت .

السنة دي قررنا نحيي الذكري و نفتكر اللي راحوا و اللي اترحلوا قسريا و اللي خسروا البيت و البلد و الذكري و الثقافة و الهوية. السنة دي قررنا نفتكر اليوم اللي غادر فيه اخر نوبي ارض النوبة القديمة مجبرا . في 18 ابريل فضيت ارض النوبة من ناسها و رحل النوبيين

مشهد التهجير مؤلم و مقبض للقلب لابعد الحدود ، زي ما بيحكي عنه الاديب و الشاعر النوبي محي الدين صالح ...... انك تتهجر في صنادل مخصصة لنقل البهايم و تجبر انك في شهر الحصاد تسيب البلح اللي محصولك الرئيسي علي النخيل و تمشي و تتمنع انك حتي تأخد الفسايل تزرعها في الارض الجديدة... العويل كان هو صوت الترحيل ....ستات و رجالة بيبكوا و الستات بتملا الازيار و كأن في حد ها يرجع يشرب منها .... حتي الحيوان حس بالم و اللوعة ، كلاب الحراسة فضلت تجري غلي الشط و الصنادل ماشية و تنبح و وقفت لما تعبت و بعد اصحابها ........

التهجير تجربة من امر التجارب اللي ممكن تمر بها جماعة بشرية ، انما لما تمر بها 4 مرات ، مرة في 1902 و 1912 و 1932 و 1964 .... دة الم فوق طاقة الكثيرين .... الهجرة ما اقتطعناش من الجذور و بس ...دي اقتطعت من روح كل نوبي .

عشان كدة لازم نفتكر اخر ايامنا في البلد ...اكتوبر  ابتدي التهجير و في ابريل انتهي الفصل الاول من المأساة .و بعدها بدأت الكذبة الاكبر في التكشف ...راح النوبيين لارض قاحلة و بيئة مختلفة تماما عما عهدوه و كانت النتيجة في ابشغ صورها مقبرة الحضانة اللي ضمت رفات الاطفال اللي ما عرفوش يتعايشوا مع الظرف القاسي اللي اتنقلوا له .

احنا ها نفتكر التهجير و نفكر كل المصريين ان القضية النوبية مش هم النوبيين و بس دي هم وطني ، لو في مواطن مصري اتظلم ، واجب علي كل المصريين التكاتف و التضامن مع قضيته . احنا ما نعرفش بلد غير مصر و ها نفضل ندور علي حقوقنا تحت مظلة الهوية المصرية اللي المفروض تعكس تنوع  المنتميين لها .

نحاول ان نتذكر كيلا تموت الذكري ..... فشاركونا

و تذكروا معنا

سيتم الاعلان لاحقا علي فعاليات القاهرة