Tuesday, January 21, 2014

تتبعني الاغنيات و ترشدني احيانا

تأسرني اﻻغاني ...اشعر انها تعبر عن لساني اﻻخرس...تنقل مشاعري المحبوسة ...تتيح لي فرصة ان احيي حاﻻت لم احظي بفرصة ان اختبرها في حياتي الحقيقية...لكم احببت علي اغنية ..و كم جسدت اﻻغنيات احﻻم و ذكريات مع صديقة او حبيب...كم انتحبت علي اغنية تذكرني بمن فقدت...كم استمع الي اغننيات تذكرني بلحظاتي السعيدة في محاولة ﻻستعادتها....
كم اتخذت الاغاني كهف يعزلني من البشر...يبعدني عن صراعاتي اليومية...و اقسي لحظاتي الشخصية...كم مثلت لي اغنية ما صرخة الم تشق صدري ...ما زالت اذكر دموعي المنهمرة بعد مذبحة بورسعيد و انا استمع الي " قلناها "زمان للمستبد " و حينن يصرخوا قائلين "حرية" اشعر بخنجر يغرس في قلبي....
كم نظرت للبحر في مالطا ...في محاولة يائسة ان اري الشاطئ الافريقي ...و حين افتقد امي اسمع "بعيد عنك" للست ام كلثوم ... و فعﻻ كان صوتها المهزوم امام احﻻمي علي قدر ما يمنحني الراحة ..اﻻ انني ارق علي حالها ..لم تعتد ان ابتعد عن عينيها المتعبة....
عانيت حين ارتبطت اﻻغنيات باشخاص امقتهم...احاول مرارا ان احرر اﻻغنية من تبعات الاشخاص الذين ارتبطت بهم....
كم غيرت اغنيات من مواقفي .... و منحتني قوة في لحظات وهن مثل اغنية " واش اداك يا للقاضي " .... رؤية الجزائريات يحاربن اﻻصولية بهذا الكم من العزة ...شد من ازري ....
حين استمعت ل "Ain't got no home " لنينا سيمون ...ادركت انه في احلك اللحظات ..ثمة نعمة ما رزقني بها الرؤوف الرحيم. في احلك اللحظات ..ثمة رحمات..  .
احيانا استبق اﻻحداث باغنية ... ان اسمع " الجناي اللي باريده" ﻻنصاف مدني ... اشعر ان ابن خالتي الصغير ..اصغر افراد العائلة الكريمة ...
دخل الجامعة ..و يشتغل قاضي للفارغة ما فاضي ..و محمد اخي ...احننه في ايده في ليلة عرسه ...ضنايا حبيب قلبي ..ربيت يبقي عزيز ما ينهان ..ما ينداس
اخيرا غيرت اغنية من قراري مفصلي في حياتي و هو قرار دراسة  الدكتوراة في الخارج ...دائما ما قتلتني "وهران " للشاب خالد ....
وهران وهران روحتي خسارة ..هجروا منك ناس شطارة
اعلم ان الدراسة و العودة للوطن مفيدة جدا للفرد و وطنه ...لكن تدخلت اغنية اخري و هي " يا للمنفي " ...قولوا ﻻمي ..ما تبكيش ..ياللمنفي ...ولدك ربي ما يخليش ...
اشفقت علي امي من الم مضاعف ..فترة اطول ...و ارذل يفترسها ...ساضطر اسفة ان اعود الي جامعة القاهرة...
تتبعني دائما اﻻغنيات و ترشدني احيانا

No comments: