من الواضح اني بادخل مرحلة في حياتي ، ارائي بتتغير و كمان احلامي . انا نوبية بس اتولدت و عيشت عمري كله في القاهرة ، كل ذكرياتي مرتبطة بالمدينة دي ، ذكريات الطفولة و الفسح و المراهقة و بداية اكتشاف الدنيا و الشوارع لوحدي و الجامعة و الرحلات المارثونية من البيت للجامعة و الخروج في النصف الاخر من المدينة . و بعد كدة اكتشاف وسط البلد و القهاوي ، حتي و انا بعيدة انا فاكرة كويس اني لما كنت في منحة الماجستير كنت وحشاني الطرق و الزحمة و كل التفاصيل الصغيرة المزعجة ، كنت ساعات و انا في مالطا باحس اني ابيع نص عمري و ارجع اقعد ساعة واحدة مع اصحابي علي البورصة او اروح اكل في ابو طارق .
بس مؤخرا مش عارفة ليه حاسة ان القاهرة بقيت بتخنقني و تحولني لمسخ ما لوش ملامح ، انا مش قادرة اخرج من ذاكرتي اخر مرتين روحت فيهم البلد ، اسوان في 2005 و السنة اللي فاتت 2010. حسيت باحساس غريب ان المكان دة بتاعي و الناس اللي هناك دي انا مرتبطة بهم ، حسيت ا ن دة مجتمعي . بس الفكرة كانت بالنسبة لي رومانسية و متعلقة بشغفي بالبحث علي نفسي و علي ملامح هويتي اللي مش عايزاها تبقي مفروض عليا بحكم الموقع او التاريخ .
انا كان علي طول نفسي ابقي باكتب و نفسي اكمل مشواري العلمي و انتج و انشر ، بس الحلم دة بقي في جنبه حلم جديد اتبلور حديثا ، نفسي يبقي عندي مدرسة صغيرة في اسوان ، تبقي زي مدرستي بس كمان معدلة ، انا كنت محظوظة اني في مدرسة تجريبية ،كان عندنا حوش ، صحيح قعدوا يقصصوا منه عشان يبنوا مباني للاعدادي و الثانوي ، بس انا كنت بافضل اجري و العب و كنت باتعلم كويس و حصص العلوم كنا بنفجر المعامل و بنطبخ في التدبير المنزلي ، و كنت باكل دراع الناس في جماعة المناظرة ، انا باحب مدرستي اوي .
المدرسة اللي عايزة اعملها عايزاها تبقي مكان الاولاد يعملوا في كل اللي بيحبوه ، يغنوا و يلعبوا و يتعلموا ، و انا ها اعمل لهم غسيل مخ و اعمل لهم انشطة تفهمهم بشكل مبسط يعني ايه حقوق انسان و تعددية ثقافية و عدالة جندرية
نفسي اصحي الصبح اجي اروح الشغل فاعدي علي شارع الكورنيش في اسوان ، النيل في اسوان و بس ، هناك في البلد