Monday, March 12, 2012

عن النسوية الاسلامية




اعتقد اني ادين لمدونتي ان اكتب موضوعا عن النسوية الاسلامية باللغة العربية. يتساءل الكثيرين عن المصطلح و تتبادر الي اذهانهم اسئلة مثلا هل تتسق النسوية مع الاسلام ، هل يمكن للنسوية التي تعادي الابوية ان تتفق مع دين يميز ضد النساء. يتوقف الكثيرين عند ايات مثل الميراث و ضرب الزوجات و غيرها من الايات المتخلف عليها. و كذلك فعلت في بداية بحثي عن اجابات لتساؤلاتي . لطالما ازعجني صلاتي في الدور الاعلي في المسجد بعيدا عن الامام او في اخر الصفوف و كم غضبت عندما يذكروني البعض ان صوتي عورة . و احزن حين انعت بالزانية لانني تعطرت.و لطالما استغربت ان يصفنا الرسول عليه صلوات الله و سلامه بناقصات عقل و دين في حين ان اخر وصاياه كانت استوصوا بالنساء خيرا . كنت اتساءل و ما زالت اتساءل.
و بدأت اتطلع للعثور علي اجابات و كانت مدرسة النسوية الاسلامية هي الاجابة . يرجع البعض جذور المدرسة الي النساء الرائدات في التاريخ الاسلامي ، فيصف البعض السيدة ام سلمة انها نسوية اسلامية، جاهدت لتخرج للمجال العام و كانت مستشارة للنبي في كثير من الامور و كذلك السيدة عائشة التي نصح الرسول ان نأخذ عنها نصف الاسلام و هي من اهم المحدثين عن النبي. و غيرهن العديد من النساء الذين سعوا الي تفسير النصوص المقدسة بما يتفق مع جوهر الاسلام من عدالة و مساواة.
الا اننا اذا تحدثنا علي التاريخ المعاصر بدأ مصطلح النسوية الاسلامية في الظهور علي المستوي الاكاديمي و الدفاعي من خلال مجهودات نساء اعادوا قراءة النصوص المقدسة من وجهة نظر نسوية في محاولة للتغلب علي التفسيرات الابوية التي ابتعدت بتعاليم الاسلام عن جوهر رسالته التي تحمل للبشر العدالة و التكافل و المساواة . و تبرر النسويات الاسلاميات الاتجاه البطريركي في تفسير نصوص الاسلام الي استبعاد النساء من دوائر انتاج المعرفة الدينية لعهود طويلة و الهيمنة الذكورية علي انتاج الفقه .
و تصاعدت صيحات النسويات الاسلاميات من اركان عدة في العالم من بداية التسعينات من القرن الماضي ، ففي الولايات المتحدة قدمت امنة ودود انتاجا علميا سخيا عن اعادة تفسير القرأن الكريم ، كما انها قامت بممارسات منعت منها النساء مثل امامة الصلاة و القاء خطبة الجمعة و في ماليزيا قامت مجموعة من النساء بانشاء منظمة الاخوات في الاسلام و ذلك للسعي لفهم وضع المرأة في الاسلام و التعاطي مع الخطاب الاصولي المتصاعد في ماليزيا ، و كذلك الحال في باكستان و مصر و غيرها من الدول  ، الا ان الحالة الاكثر ارباكا لي شخصيا هي الاحالة الايرانية التي كانت فيها النسوية الاسلامية هي النسوية التي تدعمها الدولة و النظام الثيوقراطي بعد الثورة الاسلامية، مما طرح العديد من علامات الاستفهام علي نزاهتها و حياديتها.
و تقوم النسوية الاسلامية بعدة انشطة اساسية مثل اعادة قراءة النصوص و في ذلك المجال تبرز امنة ودود و اسماء برلس و اعادة قراءة القوانين المعتمدة علي النصوص و ذلك ما تقدم زيبا مير حسيني و اخيرا اعادة قراءة التاريخ و ابراز ادوار النساء فيه و هذا ما تخصصت فيه اميمة ابو بكر.
قد تتفق او تختلف مع النسوية الاسلامية ، قد يراها البعض محاولات توفيقية او حتي تلفيقية لاظهار الاسلام بمظهر يحترم حقوق النساء و قد يراها البعض اسلمة للنسوية و سلب لمكتسبات الحداثة و قد يراها البعض صنيعة الاسلاميين. الا انها تبقي في نظري محاولة مستميتة لنساء يعرفن انفسهن انهن مسلمات و قد ضقن ذرعا باقاويل حق اريد بها باطل و يؤمنوا بان الاسلام دين عادل كرم البشر بعض النظر عن جنسهم . لهذا سعين الي فهم دينهن بعقول تؤمن بالمساواة و قلوب ترجو الله ان يهديها سواء السبيل.

ملحوظة : ساستمر في الكتابة في هذا الموضوع بالعربية في تدوينات لاحقة.

No comments: