Tuesday, April 17, 2012

حكاية من حكاياتي ....عن البحث عن الهوية



مش عارفة ليه انا دايما مؤمنة ان اكثر المصطلحات تقعيرا لا تستطيع ان تصف الالم البشري و ان الحكايات الشخصية بتوصل الرسالة اسرع و بتوصل للناس اسرع ...عشان كدة انا قررت احكي حكاية من حكايتي .
انا ما كنتش اعرف يعني ايه نوبة و لا القضية و لا التاريخ ...كل اللي كنت اعرفه اني نوبية لاني اتولدت لابوين نوبيين ... و كانت النوبة بالنسبة لي الاقارب و الاهل . ما كنتش عارف حاجة لغاية الثانوي مثلا و عرفت علي استحياء و حتي ما لقيتش كتب اقراها في البيت عن النوبة و دة كان بالنسبة لي غريب جدا ... لان ابويا عنده مكتبة هايلة و عرفت لما عمي حكي لي عن الشمندورة و حسيت بالفخر في صوته و هو بيحكي عن محمد خليل قاسم . و ابتدي يحكي عن التهجير . ساعاتها قلت معلش عشان مصر و اكيد الحكومة اهتمت بصالح كل المصريين و علبت مصلحتهم .
للاسف اهلي ما كانوش مهتمين انهم يتكلموا عن النوبة و يمكن لان ابويا بيقدر عبد الناصر فقرر انه يتجاهل بلده لارتباطه ب"الزعيم الملهم" . ابتديت اعرف اكتر و انا في الجامعة و لاني بادرس سياسة اللي هي ممكن تكون اكتر علم متحيز و موجه .... الكلية كانت بتزرع فينا اننا مصريين و بس و ان ولائنا للوطن و بس و ان انتماءاتنا الاخري بعد الوطن . و لاني كنت تربية اب كل فخره انه كان في الرادار في حرب اكتوبر و لان مصر هي وطنه الوحيد ...لقيت ان في كلام الكلية منطق و كنت باتحرك في الدنيا علي اني مصرية و بس ....بس مصرية .
لغاية ما اتعرفت علي مزن .... مزن خليتني افكر من غير قيود ...و ابص للدنيا برة المنهج المقرر عليا ...انا لسة فاكرة لما انها و مزن و ميسان و خلود قعدنا نتجادل اذا كنت نوبية و لا لا و انا ارد بصلف "انا من اصل نوبي ....انا مصرية و بس ...ما اعرفش عن النوبة دي حاجة ...انا بلدي هنا " . و الحوار دة فتح لي باب لاعادة التفكير و سمع عندي لاني كنت علي طول غضبانة من صورة النوبيين في الاعلام و باكره الاستهزاء بالاصل البسيط او بالبشرة السوداء .
مزن رميت حجرة في بركة مياه اسنة ، ابتديت ادور و اعرف اكتر و احس بالوجع اكتر كل يوم ... لغاية الموقف اللي كان في الكلية لما استاذ اتريق و قال علي النوبيين " دول اللي بيطلعوا في الافلام القديمة " . بلعت لساني و سكتت و حاولت ارد و ما قدرتش اقول اكتر من ان مصر بوتقة صهر ... بس هي ساعتها في عينيا كانت اداة مسخ .
حاولت ادور علي بعد من ابعاد هويتي ، اللي ساعدني اوي في الوقت الادب النوبي و خاصة ادريس علي ، حتي لو البعض بيعتبره كاره لقوميته ...انا ما كنت محتاجة مشاعر ...كنت محتاجة معلومات . و الروايات كلها رسمت جزء من صورة البلد في عينيا الا ان الرواية اللي هزتني من جوه هي الشمندورة باكورة الادب النوبي ... مش بس رسمت البلد ...شكلت جوايا حنين و الم مش ممكن يتمحي او يتعالج
و فضلت ادور و كنت بالقي نفسي اكتر و انا باشتغل للقضية ...برغم من اني باحاول ما اكنش ناشط سياسي و ساعات كتير باشوف ان دوري كباحثة حقوقية مفيد اكتر . الا ان رجليا بتتشد للسياسية ساعات .
انا شايفة ان حكايتي زي حكاية الجيل التاني من التهجير اللي ما يعرفش نوبي الا يا دوب كلمتين و مش عارفين عن التاريخ الا نفرتيتي الملكة الجميلة و بس ... انا حاسة اني اتسرق مني حاجة و انني اتحطيت في قالب عشان ابقي مصرية و بس بدون اي تجليات اخري سواء قومية او اثنية ... انا مش مصرية و بس انا من البقعة البعيدة المهمشة في الجنوب ، اللي كانت بتقاتل للسيادة في عهود و دلوقتي بتقاتل عشان تبقي ... و لو في قلوب ابناءها

1 comment:

Ossama Mokhtar said...

جميل الكلام يافاطمة يابنت العم و الأهم الإسلوب السلس و ركزى ياطماطم فى الكتابة فأنا أرى من إسلوبك مشروح صحفية جيدة
أسامة عبد الفتاح مختار سكورى