Friday, May 11, 2012

عن المثلية الجنسية




زي اي حد اتولد في بيت متدين و محافظ في حاجات بالنسبة لنا تابوهات و مجرد مناقشتها اضاعة للوقت و ساعات بتبقي خرق للقواعد و الاصول. و في حاجات كتير اوي بنتربي انها حقيقة و غير قابلة للتسأول و انها بديهية في اوقات اخري.
انا اتولدت في بيت شديد التدين ، و ياما اتهزأت عشان ما صليتش و ساعات كمان اضربت و كانت دايما الطقوس و العادات الدينية بالغة الوضوح في حياتنا اليومية . و في وسط الحاجات اللي عرفتها ، مش فاكرة برة البيت و لا جواه ، لان برة البيت في حالات كتير كان بيبني علي اللي البيت ابتداه ، زي المدرسة او النادي  . من الحاجات اللي اتعرفت عليها  رأي الدين في المثلية ، المعروفة بالشذوذ الجنسي. و اتربيت ان ربنا خلقنا عشان نعمر الكون و ان وسيلة الاعمار هي الزواج اللي عن طريقه بنتكاثر و يعمر الكون، و بالتالي اي ممارسات لا تؤدي للاعمار الارض مرفوضة و سمعت زي الكل قصة قوم لوط اللي ربنا عاقبهم عقاب شديد.


بس بقي في مرحلة متطورة  ابديت اقرأ موقع اسلام اون لاين ، و دة كان في الجامعة يعني ... و كان اسلام اون لاين بالنسبة لي ملجأ بقي ، يعني كان في افكار اكثر تفتحا من الفكر الاسلامي المنتشر و انا مثلا كان من الحاجات اللي شداني باب قسم مشكلات الشباب ، اللي اتحول بقدرة قادر للحوارات و تسأولات عن الحياة الجنسية . يعني و الاسئلة كانت اسطمبات الشباب و الغير متزوجين خايفين ان العادة السرية تأثر علي ادائهم عند الزواج و البنات خايفة انها تقطع غشاء البكارة اثناء العادة السرية و انها ما تستمتعش بالجماع لاعتيادها علي المتعة الشخصية ...... و في اسطمبة و هي الشكوي من الميول الجنسية المثلية ، و دة بقي كان بيتم التعامل معاه في العادي انه اما نتيجة تحرش في الصغر ، او انه وسيلة للتفريغ لحين الزواج ، مش انه ميل و تفضيل جنسي . بس و عشت فترات طويلة بالفكر دة . 

لغاية ما قابلت اول حد مثلي في حياتي في الماجستير و تعاطفت معاها علي المستوي الانساني بس ما ابتديتش اغير رأيي علي المستوي النظري الا بعد 2008 ، لاني قريت احد اكثر الكتب اللي اثرت فيا و هي بريد مستعجل ، و هي حكايات بنات مثليات من لبنان . دة غير اني ابتديت اكتشف ان حتي الرأي الطبي اللي كنت مقتنعة به و اللي استقيت من اسلام اون لاين ما هو الا انعكاس للرأي الديني و ان العالم شال المثلية الجنسية من قائمة الامراض النفسية من السبعينات.
الفكرة بقي بالنسبة لي ، مش اني اجادل التفسير الديني مثلا ، رغم اني باطرح عليكم تبصوا علي تفسيرات حديثة لموضوع الميل الجنسي في الاسلام و لكن اني اطرح اسئلة انسانية من ناحية هل اي حد فينا بيختار تفضيلاته الجنسية، احنا بنتولد باعضاء تناسلية مذكرة او مؤنثة و حالات شديدة الندرة inter sex  و بعدين هويتنا الجنسية يعني احنا شايفين نفسنا رجالة و لا ستات بتتنامي حسب رؤيتنا و المجتمع اللي حوالينا ، و برضه بنتولد نلاقي لنا ميل جنسي معين . في اي حد فينا اختار انها تبقي بنت و تحب الولاد ، او انه يبقي ولد و يحب البنات . بنفس المنطق المثليين بيجدوا انفسهم في مزنق ، انه علي عكس كل اللي اتربوا عليه بيبقي الولد بيحب ولد زي و البنت تحب بنت زيها . و لك ان تتخيل الموقف اللي بيبقوا فيه انهم ممكن ما يكونوش قابلين وضعهم دة اصلا ، دة غير انه طبعا مرفوض من كل اللي حواليهم .
تخلي مثلي متدين مثلا ، و تخيل كمية الالم و الغضب اللي بيطوره تجاه نفسه بس لانه خالف امر ربنا . في مواقف كتير صعبة في الدنيا اصعبها انك تكون كاره لوضعك في مجتمع كارهك. طبعا الناس المتصالحة مع نفسها و مدركة انه مفيش حاجة بايدها بتعاني برضه مجتمعيا بس علي الاقل ممكن روحهم تمر بلحظات سلام.

مجرد خاطرة في ذكري حادثة كوين بوت .... في اليوم المصري لمناهضة التمييز ضد مثليي/ات الجنس

1 comment:

Ahmed Ragab said...

كلامك صح جدا يا فاطمه خصوصا فى اخر شق فى الصراع النفسى وده الى حسب الاحصائيات بتقول ان حوالى 90% من المثليين الجنسيين هما الى بيقدرو يتخطو العقبه دى ويبدئو فى الممارسات الجنسيه بينهم وبين بعض ودى مشكله كبيره