Tuesday, June 26, 2012

رشا شيخ الدين .... عندما يكون الفن امرأة


بعد ما  فرغت الطاقة السلبية اللي عندي في التدوينة اللي فاتت " مرثية الذات ...احتاج لميناء سلام" حسيت احسن شوية
و الظاهر ان مكتوبي ان الموسيقا تكون ترياقي لسقم الروح .... النهاردة و في وسط كل الالام الخاصة و العامة زي الحوسة اللي مصر فيها و الضباب اللي يغلف الموقف و اللي مخلينا مش شايفين خطوة لقدام و كمان مش ها انكر ان اللي بيحصل في السودان شئ مؤلم جدا ليا علي المستوي الانساني قبل اي حاجة ، عشان انا زي ناس كتير مش باشوف السودان لا جارة و لا عمق استراتيجي و لا الكلام دة، انا عارفة اني لو كنت من قرية فرس النوبية ، كان ها يبقي معايا باسبور سوداني ...و عمري ما شفت السودان بلد تاني اتربيت في بيوت نوبية نصها مصري و نصها سوداني و الخط 22 اللي فاصل مصر علي السودان ...خط بس علي الخريطة، لكنه مش مرسوم في القلوب و لا علي الارض
في تظاهرة تضامن مع الثورة السودانية امام السفارة السودانية

بس روحت حفلة رشا شيخ الدين في روابط، و كنت خايفة ما اعرفش اخش من الزحمة ، حظي كان حلو و لقيت مكان حلو اوي جنب اصحابي 

و ظهرت رشا شيخ الدين
.

و هي باختصار فينوس في نسختها  الافريقية ،  هي الجمال الللي ممزوج برقة و شموخ في نفس الوقت ، هي بلغة جسمها اللي فيها دلال و ثقة و جمال راقي ومش باتكلم بس عن العيون اللي بتضحك و تقدر تأسر اخر حد في ابعد مكان في المسرح و لا الصوت اللي بيتنوع مع روح كل غنوة ، من القوة و العزيمة في يا سودان معليش ، للدلع و النعومة الشديدة في ياعذاري الحي ، الشجن و الانين في ليه جفيت.... 
دة كله كوم و الروح كوم تاني ، المرح و الطاقة الايجابية اللي نقلتها لكل الحضور و احتفائها بفرقتها باسلوب ودود بعيد عن افتعال المهنية اللي تقتضي احترام الفريق


حبيت اوي الفستان البسيط الانيق و الوردة اللي في شعرها، حبيت احتفائها بانوثتها في مجتمع اي بوصة زيادة في جسم الست قادر علي اقامة حرب تطهير ديني ضد المهرقطات و الكاسيات العاريات


اتأثرت اوي لما طلبت انهم يحطوا النور علي الجمهور ، حبيت تشوفنا زي ما احنا شايفيناها و دة الطبيعي لان الفن في الجنوب تشاركي ، و عشان كدة لما غنيت اوه واه يوه يعني يا امي بالنوبي طلبت حد من الجمهور يرد وراها زي كل الاغاني النوبي اللي المطرب بيبقي هو الفوكال و الجمهور هما الكورال و هو واثق لنهم ها يتفاعلوا عشان يغرق الجميع في البهجة و النشوة.
انبسطت اوي لما طلبنا منها تغني يا سودان معليش تاني و قالت دي اخر مرة نغني الغنوة دي و انهم خلاص ماشيين و الناس قالت لها غنيها تاني يمكن يمشوا اسرع ، ضحكت و استجابت و الجمهور كان صوته واضح جدا انه بيغني معاها كلمة بكلمة ، و انهم لو محتاسيين في حوسة مصر بس قلوبهم مع اخواتهم في السودان ... بس الله غالب
 رشا نقلتنا لمستوي تاني من المتعة لما غنت بالاسباني ، طبقات تانية ظهرت و احساس تاني فرضتها اللغة الاسبانية و جمالياتها و بينت جمال تاني في صوت رشا و انا لاني دايما باحول كل حاجة لصور حسيت انها نقلتنا للبيئة الاسبانية النقية ، و انها بنت حلوة و بتغني مع حبيبها اللي بيعزف لها علي الجيتار 
و اخيرا حفلة رشا كانت احلي عشان الراقصين و الراقصات اللي المزيكا اسكرتهم و تمايلوا في دلال و جمال مع عذوبة الصوت الجميل رشا شيخ الدين.... ست من السودان اللي دايما بيطلع منه اصدق فن
 .. .
 

1 comment:

danosediq said...

انا حضرت الحفلة خلاص بعد ما قريت كلامك فعلاااا :))) . رائعة دايما